تُعتبر الصحراء إحدى الأنظمة البيئية الرئيسية على كوكب الأرض، وهي عبارة عن مساحات شاسعة قاحلة يقل معدل هطول الأمطار فيها عن 250 ملم سنويًا، وتكون الصحراء إما باردة أو حارة[١]، كما تمتاز الصحراء الحارة خصوصًا بتباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم، فقد تصل درجات الحرارة إلى 50 ْ درجة مئوية خلال النهار، كما تصل إلى درجتين مئويتين تحت الصفر خلال ساعات الليل، كما تُعتبر الصحراء الكبرى في أفريقيا أكبر صحراء حارة في العالم،[٢] وتُعد الصحراء الغربية في مصر جزءاً من هذه الصحراء.[١][٣]


الصحراء الغربية في مصر

يُقسّم نهر النيل مصر إلى ثلاث صحاري رئيسية غير متكافئة من ناحية المساحة، الصحراء الشرقية، والصحراء الغربية، بالإضافة إلى صحراء سيناء، وتُشكل الصحراء الغربية في مصر ثُلثي مساحة البلاد الإجمالية، إذ تبلغ مساحتها حوالي 680,650 كم مربع، وتمتد من غرب نهر النيل حتى حدود ليبيا غربًا، كما تحدها السودان من الجنوب، والبحر الأبيض المتوسط من الشمال.[٢]


خصائص الصحراء الغربية

الخصائص الجغرافية

فيما يلي أهم خصائص الصحراء الغربية الجغرافية:[٢][٤]

  • تُعتبر الصحراء الغربية في مصر لوحة فنية آسرة، تتجسد في كثبان رملية عملاقة في بحر شاسع من الرمال، تتخللها مناطق صخرية.[٢][٥]
  • تُعتبر المناطق المرتفعة في جنوب غرب مصر امتداد لمرتفعات العوينات خارج حدود مصر.
  • تُعد هضبة الجلف الكبير في الجنوب الشرقي للصحراء الغربية أعلى نقطة في الصحراء الغربية؛ إذ يتجاوز ارتفاعها 1000 متر فوق سطح البحر، كما تنحدر الهضبة تدريجيًا باتجاه الشمال الشرقي حتى منطقة المنخفضات التي تحتوي على العديد من الواحات، والتي تعتبر سمة مميزة للصحراء الغربية، كما تستمر الهضبة بالانحدار باتجاه منخفض القطارة الذي لا يُمكن عبوره بالسيارة.
  • تقع حافة هضبة البحر الأبيض المتوسط شمال منخفض القطارة، ويمتد بعدها ساحل صحراوي ضيق نسبيًا.
  • تتغير طبيعة الصحراء الغربية الجغرافية من منطقة إلى أخرى، كما في بعض المناطق، حيث تتحول من الكثبان الرملية إلى منطقة مليئة ببلورات الكوارتز، حيث يقع جبل الكريستال على بُعد 24 كم شمال نقب السليم، وهو صخرة كبيرة تتكون بالكامل من الكوارتز.


الخصائص السكانية

يُعتبر منخفض القطارة منطقة خالية من السكان، إلا أن واحة القطارة الواقعة قرب الحدود الليبية غرب منخفض القطارة تُعتبر أكبر تجمع سكاني في الصحراء الغربية، وكانت مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، وقد صمد أهلها أمام الكثير من التطورات الحديثة ومغريات الحياة المدنية، كما يتركز عدد قليل جدًا من السكان بشكل أساسي في واحات سيوة، والبحرية، والفرافرة، والدخيلة، والخارجة.[٢][٦]


الخصائص المناخية

تتمتع الصحراء الغربية في مصر بمعدل درجات حرارة أعلى من الصحراء شرق نهر النيل، كما يكون معدل هطول الأمطار فيها أقل من باقي أنحاء البلاد، وتتميز بجفافها وأراضيها القاحلة باستثناء بعض الواحات المتناثرة.[٧]


الخصائص البيئية

فيما يلي أهم الخصائص البيئية للصحراء الغربية:[٨][٢]

  • يُمكن وصف الصحراء الغربية بشكل عام على أنها امتداد للصحراء الكبرى، وهي عبارة عن مساحات قاحلة باستثناء أحواض جافة من الأنهار الموسمية.
  • تكاد تخلو الصحراء الغربية في جزء كبير منها من أي نوع من أنواع الحياة النباتية، باستثناء الأماكن التي تتواجد في المياه إذ يتم العثور على بعض الأشجار المعمرة والنباتات.


الصحراء الغربية على مر التاريخ

شكلت الصحراء الغربية في الجزء المصري منطقة حرجة للعمليات العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية، كما يقع متحف بدر في الصحراء الغربية في مصر، ويعرض المتحف حياة الواحات التقليدية عبر التاريخ بشكل مبدع وجميل، كما مكن أسلوب الفنان المميز في الرسم والنحت في الطين والحجر والرمل من عرض أعماله في أوروبا في أوائل التسعينيات ثم في القاهرة ولاقت نجاحًا كبيرًا.[٩][٦]


أهمية الصحراء الغربية

تكمن أهمية الصحراء الغربية في مصر في كونها وجهة سياحية للعديد من السياح، وذلك على النحو التالي:[٤]

  • تحتوي على جبلين منبسطين يُعرفان باسم "القمتان التوأم Twin Peaks"، على بعد حوالي 50 كم شمال الفرافرة.
  • يتمتع الزوار من الأعلى بالمناظر الطبيعية المحيطة بالجبلين، كما تُمارس رياضة التسلق على جُرف شديد الانحدار يُعرف باسم نقب السليم أو ممر السلالم، ويُعد الأخير الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى منخفض الفرافرة الذي يُعتبر نهاية الصحراء الغربية.
  • توجد فيها منطقة الجلف الكبير الجاذبة للسياح، وهي عبارة عن هضبة رائعة من الحجر الرملي على بعد 150 كم شمال جبل العوينات، وترتفع 300 متر فوق الأراضي الصحراوية.[١٠]
  • تمت دراسة موقع منخفض القطارة لقدرته على توليد الطاقة الكهرومائية، نظرًا لقربه من شاطئ البحر الأبيض المتوسط.[١١]


معلومات أخرى عن الصحراء الغربية

فيما يلي أهم المعلومات حول الصحراء الغربية:[٤][١١]

  • تحتوي الصحراء الغربية على حديقة وطنية تبلغ مساحتها 300 كم مربع، تقع على بعد حوالي 20 كم شمال شرق الفرافرة على الجانب الشرقي من الطريق الرئيسي.
  • تعد هذه الحديقة من أغرب المشاهد التي يُمكن رؤيتها في أي صحراء؛ إذ تحتوي على أبراج ونتوآت صخرية طباشيرية بيضاء اللون تعتلي الكثبان الرملية بشكل خارق للطبيعة، وعند شروق الشمس وغروبها تُضاء هذه النتوءات الصخرية باللون الوردي والبرتقالي نتيجة أشعة الشمس لتعطي لوحة فنية آسرة، كما يعكس القمر ضوءه عليها في الليل لتبدو للزائر كأنه في أحد المناطق القطبية.
  • يُعد منخفض القطارة في شمال غرب الصحراء الغربية ثاني أخفض نقطة في إفريقيا بعد بحيرة عسل في جيبوتي، إذ ينخفض 133 مترًا تحت سطح البحر.

المراجع

  1. ^ أ ب "desert", britannica, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Land of Egypt", britannica, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  3. ↑ "?What is a desert", internetgeography, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "white desert national park", lonelyplanet, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  5. ↑ "western desert", lonelyplanet, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Libyan-Desert", britannica, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  7. ↑ "Climate - Egypt", climatestotravel, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  8. ↑ "Plant and animal life", britannica, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  9. ↑ "Badr’s Museum", lonelyplanet, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  10. ↑ "Gilf Kebir", lonelyplanet, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Biggest, Deepest and Devastating Sinkholes around the World ", geologypage, Retrieved 30/6/2021. Edited.