سلفاور دي باهيا، أول عاصمة للبرازيل منذ عام 1549م حتى عام 1763م، وتعد سلفادور دي باهيا الشاهدة على الثقافات الأوروبية، والإفريقية، وثقافة الهنود الحمر أحد الأمثلة البارزة عالميًا على مزج هذه الثفافات وتعايشها في الفترة ما بين القرن السادس عشر والثامن عشر، كما تعد المدينة حاضنة أول سوق للعبيد في العالم الجديد منذ عام 1558م، حيث وصل العبيد للعمل في مزارع السكر، وما زالت المدينة تُحافِظُ على العديد من مباني عصر النهضة الفريدة، والمنازل القديمة ذات الألوان الزاهية، التي تزينها أعمال الجبص الفنية في كثير من الأحيان.[١]
تاريخ سلفادور دي باهيا وأسباب اختيارها
فيما يلي لمحة سريعة عن المراحل التاريخية التي شهدتها تلك المدينة:[٢]
- تأسست سلفادوردي باهيا في عام 1549م كعاصمة للمستعمرة البرتغالية في البرازيل على يد تومي دي سوزا، وهو أول حاكم عام للمستعمرة، لكن سرعان ما أصبحت المدينة المزدهرة والمتطورة على طول شواطئ الخليج مطمعًا لأعداء البرتغال والقراصنة، فاستولت عليها القوات الهولندية عام 1624م، لكن في العام التالي تمت استعادتها من قبل القوات البرتغالية التي بسطت سيطرتها عليها لمدة قرنين متتاليين.
- تُعتبر سلفادور دي باهيا آخر معقِلٍ برتغاليٍّ في البرازيل إبّان حرب الاستقلال البرازيلية التي استمرت حتى شهر يوليو عام 1823م، وغادرت القوات البرتغالية البرازيل على إثرها، كما تم تشييد نصب تذكاري في ساحة منطقة كامبو غراندي لإحياء ذكرى النصر البرازيلي.
- كانت سلفادور دي باهيا في الفترة الاستعمارية معقل تجارة الرقيق الأفارقة، حتى شن الأفارقة المسلمون تمردًا واسع النطاق عمّ جميع أنحاء المدينة في عام 1835م، كما لا تزال سلفادور دي باهيا تضم واحدة من أكبر تجمعات للسكان ذوي البشرة السوداء والمولاتو في البرازيل، كما ساهمت هذه الجماعات في تميز هذه المدينة وإكسابها شهرة واسعة بسبب الموروثات الشعبية، والأزياء، والأطباق المميزة.
- لم تعد سلفادور دي باهيا بتلك الأهمية السياسية بعد نقل مقر الحكومة الاستعماري إلى ريو دي جانيرو في عام 1763م؛ مما أثر عليها اقتصاديًا وأدخلها في فترة طويلة من التدهور والركود الذي لم تتخلص منه إلا بعد عام 1900م، حيث شهدت المدينة نموًا اقتصاديًا كبيرًا بالتزامن مع النمو السكاني الذي انعكس أيضًا على الأشغال العامة الواسعة وأعمال البناء الخاص التي شهدت ازدهارًا.
- بدأت المدينة حقبتها الذهبية في أوائل السبعينات من القرن العشرين، حيث تم بناء مركز آراتو (Aratu) الصناعي ومجمع كاماكاري (Camacari) للبتروكيماويات، بالإضافة لافتتاح المحطة الأولى لميناء سلفادور أو "ميناء المياه العميقة" في عام 1975م، والذي يُعد واحدًا من أرقى الموانئ في البرازيل، كما يضم الميناء مرفأً لليخوت.
معلومات أخرى عن سلفادور دي باهيا
- الموقع: تقع المدينة في ولاية باهيا إستادو، شمال شرق البرازيل في القارة الأمريكية الجنوبية[٣].
- عدد السكان: يبلغ عدد سكان سلفادور دي باهيا 3,880,314 نسمة حسب تقديرات عام 2021م[٤].
- المناخ: تتمتع سلفادور دي باهيا بمناخ دافئ رطب وغائم جزئيًا، وتترواح درجة الحرارة في معظم شهور السنة ما بين 22 ْ درجة مئوية و31 ْ درجة مئوية، ونادرًا ما تكون درجات الحرارة أدنى من 20 ْ درجة مئوية أو أعلى من 33 ْ درجة مئوية.[٥]
- جغرافية سلفادور دي باهيا: شُيدت المدينة في الجزء الجنوبي لشبه جزيرة خلابة تمتد في خليج تودوس أوس سانتوس، وهو ميناء طبيعي ذو مياه عميقة مفتوح على المحيط الأطلسي.[٣]
ما هي مميزات سلفادور دي باهيا؟
فيما يلي نذكرأهم مميزات هذه المدينة:[٢]
- تعد المدينة مركزًا ثقافيًا وطنيًا، حيث تشتهر بكنائسها الباروكية المذهلة، والتي تعود للحقبة الاستعمارية، وأشهرها كنيسة دير الرهبنة الثالثة للقديس فرنسيس والتي شُيدت في عام 1701م، بينما تحتفظ المدينة بالمنزل القديم للكاتب خوخي أمادو في منطقة بيلورينيو كمتحف وطني كأرشيف يحتوي على جميع أعماله الأدبية والفنية.
- تُعد المدينة مركزًا تعليميًا عريقًا لكونها مقر جامعة باهيا الفيدرالية والتي تأسست في عام 1946م، بالإضافة للجامعة الكاثوليكية في سلفادور والتي تأسست عام 1961م.
- تعد منارة بارا عن ساحل شبه الجزيرة المطل على المحيط الأطلسي من الأمثلة البارزة على الهندسة المعمارية العلمانية الاستعمارية في المدينة، بالإضافة للعديد من القلاع والحصون التي شُيّدَت في القرن السابع عشر.
- تُعتبر مدينة سلفادور دي باهيا مدينة نابضة بالحياة كمثيلاتها من المدن البرازيلية، حيث يجذب كرنفال ما قبل الصوم الكبير، في المدينة حشودًا كبيرة سنويًا.
- تم تصنيف وسط المدينة القديم، بيلورينيو أو كما تُعرف باسم "بيلوري"، كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1985م، كما خضعت المدينة للعديد من أعمال الترميم خاصة في حقبة التسعينات من القرن الماضي، بالإضافة للحفاظ على العديد من المباني القديمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية.
- تُعد سلفادور دي باهيا وجهةً سياحية عالمية ومكونًا مهمًا لاقتصاد البرازيل، وذلك بالنظر لمواقع المدينة التاريخية وشواطئها الجميلة التي تحيط بها من ثلاث جهات.
كيف أصل إلى سلفادور دي باهيا؟
يمكن الوصول لمدينة سلفادور دي باهيا عبر كثير من الطرق، كما يلي:[٢]
- جوًا: عبر مطار سلفادور الدولي الذي يبعد مسافة 20 كم شمال شرق وسط المدينة.
- برًا: بالطرق التالية:
- بالقطار: عبر خطوط سكك الحديد مع وسط وجنوب البرازيل.
- بالحافلة: عبر خطوط النقل التي تربط مدينة سلفادور مع وسط وجنوب البرازيل.
- بالسيارة: عبر شبكة الطرق التي تربط المدينة مع وسط وجنوب البلاد.
- بحرًا: عن طريق السفينة أو اليخت، عبر ميناء سلفادور.
عواصم أخرى للبرازيل
فيما يلي عواصم البرازيل الأخرى:
- ريو دي جانيرو: عاصمة البلاد منذ فترة الاستعمار في عام 1763م حتى عام 1960م، وتقع على ساحل المحيط الأطلسي في الجزء الجنوبي الشرقي ضمن المنطقة الاستوائية في القارة الأمريكية الجنوبية، وتُعرف على نطاق واسع عالميًا بأنها من أجمل المدن وأكثرها إثارة للاهتمام، وقد أطلق البحارة البرتغاليون اسم ريو دي جانيرو على المدينة عندما وصلوا إليها في شهر يناير من عام 1502م، وقد اعتقدوا خطأً أن مدخل الخليج هو نفسه مصبٌ للنهر، حيث ريو كلمة برتغالية تعني نهر، وجانيرو تعني يناير[٦].
- برازيليا: العاصمة الحالية للبرازيل منذ نشأتها عام 1960م، وتعد المدينة علامةً فارقة في تاريخ تخطيط المدن الحديثة وهندستها، حيث يعد المظهر العام للمدينة ومبانيها الرسمية على وجه الخصوص مبتكرًا وفريدًا، فتعد المدينة مثالًا واضحًا على التمدن الحداثي في القرن العشرين، وتم إنشاؤها في الجزء الغربي الأوسط من البلاد من عام 1956م إلى عام 1960م كجزءٍ من مشروع التحديث الوطني للرئيس جوسلينو كوبيتشيك.[٧]
المراجع
- ↑ the first capital of,European, African and Amerindian cultures. "Historic Centre of Salvador de Bahia", unesco, Retrieved 25/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Salvador", britannica, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Salvador", britannica, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ↑ "salvador-population", world population review, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ "Average Weather in Salvador Brazil", weatherspark, Retrieved 29/4/2021. Edited.
- ↑ "Rio de Janeiro", britannica, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ↑ "Brasilia", unesco, Retrieved 3/5/2021. Edited.