تعد القارة القطبية الجنوبية خامس أكبر قارة في العالم، تغطيها صفيحة جليدية على كامل مساحتها، كما تعد من أكثر القارات جفافًا وبرودة ورياحًا، هذا وتنقسم إلى شرق أنتاركيتكا التي تشكل هضبة مغطاة بالجليد، وغرب القارة صفيحة جليد على جزر جبلية، وتحتوي هذه القارة على 29 مليون كيلومتر من الجليد، بينما يبلغ سمكه 1800 متر.[١]


تاريخ اكتشاف القارة القطبية الجنوبية

بدأ تنافس دولي في محاولات لاكتشاف القارة القطبية الجنوبية منذ قرون، وقد أرسلت بريطانيا عدة رحلات استكشافية كما يلي:[٢]

  • حاول الكابتن جيمس كوك استكشاف القارة في الفترة الممتدة بين عام 1772 و1775م؛ إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
  • أُرسلت بعثة روسية عام 1819م بقيادة فابيان فون، وكان أول من اكتشف القارة.
  • تمكن الصياد الأمريكي والمستكشف جون ديفيس عام 1821م من أن يطأ أرض القطب الجنوبي.
  • أُعلِن عن اكتشاف القارة في 14 ديسمبر عام 1911م على يد المستكشف النرويجي رولد أموندسن.

خصائص القارة القطبية الجنوبية

الخصائص الجغرافية

  • الموقع: تقع في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية.[٣][٤]
  • الموقع الفلكي: تقع القارة القطبية الجنوبية ضمن إحداثيات 0 00 درجة شرق خط الاستواء، و00 90 درجة جنوبًا.[٤]
  • المساحة: تبلغ المساحة الكلية للقارة 14,2 مليون كيلومتر مربع، منها 285 ألف كم مربع خالية من الجليد، بينما تشكل المساحة المُغطاة بالجليد ما مقداره 13.915 كيلومتر.[٤]
  • الحدود: تعد دولة جنوب إفريقيا، وأستراليا، وتشيلي، والأرجنتين، ونيوزيلندا أقرب الدول للقطب الجنوبي، كما تحد القارة من أقصى الجنوب المحيط الهادي والأطلسي، ومن الشرق والغرب جبال القارة وأمريكا الجنوبية.[٥]
  • الارتفاع عن مستوى سطح البحر: ترتفع القارة عن مستوى سطح البحر بنحو 2300 متر.
  • أعلى نقطة في القارة: تبلغ أعلى نقطة في القطب الجنوبي عند مُرتفع فينسون ماسيف الجبلي 4,892 مترًا.
  • أخفض نقطة في القارة: تسجل أخفض نقطة نهر دينمان الجليدي؛ إذ تنخفض 3500 متر تحت مستوى سطح البحر.

التضاريس

تنقسم القارة لعدة جزر متفاوتة المساحة، كجزيرة شتلاند شمال الجزيرة القطبية الجنوبية، كما وهنالك جروف جليدية كجرف رون في بحر ودل، كما وهنالك امتداد لجبال إلسورث غرب القارة، وتعد قمة جبل فينسون جزءًا من هذا الامتداد، ومن الجدير بالذكر أن سماكة الجزء الشرقي تختلف عن سماكة الجزء الغربي من القارة، ومن أشكال التضاريس البارزة: الوديان الجافة، والمناطق الساحلية المنخفضة على طول شبه الجزيرة القطبية الجنوبية.[٦]

المناخ

تتمتع منطقة القارة القطبية الجنوبية بمناخ قطبي بارد، يمتد برده القارس طوال العام، وتتراوح متوسطات درجة الحرارة بين 20-60 درجة مئوية تحت الصفر، هذا وتتساقط الأمطار على شكل بلورات جليدية، وفي المناطق الساحلية الجنوبية يسود شتاء بارد وصيف بارد قصير، بمتوسط درجة حرارة 2-30 درجة مئوية تحت الصفر، وفيما يلي أبرز مميزات المناخ:[٧]

  • تهب رياح جنوبية وغربية وعواصف قطبية وتحدث دوامات قطبية؛ إذ تعد القارة الأشد رياحًا بين القارات جميعها.
  • تعد المناطق الساحلية من القارة أكثر امتلاءً بالغيوم من غيرها من المناطق.
  • يؤثر المناخ على التيارات الهوائية الجوية للعالم ككل.

الحياة في القارة القطبية الجنوبية

التنوع الحيوي

تفتقر القارة للتنوع الحيوي، غير أن هنالك عدة أحياء بحرية وحيوانية ونباتية تتخذ القارة موطنًا لها، من أهمها:[٨][٩]

  • اللافقاريات.
  • النباتات الكبدية، والأشنيات، والنباتات الحزازية.
  • البطريق الإمبراطوري الذي يعيش في أعماق القارة وأبرد أجزائها، ويتكاثر في الشتاء، كما وهنالك البطريق أديلي.
  • حيوان نمر البحر ذي الحجم الطويل المغطى بالبقع، وذي الأسنان الحادة.
  • الفقمة آكلة السرطان.
  • الحوت الأزرق الذي يزن 200 طن.
  • الحوت القاتل البالغ طوله 9 أمتار.
  • الطيور، مثل طير قطرس الجوّال، وطير نوء القطب الجنوبي، وطائر الغاقة الإمبراطورية، ونورس عشب البحر.


السكان

يوجد في القارة القطبية الجنوبية عدد محدود غير مستقر من السكان الأصليين يتراوح بين 1000-5000 حسب الموسم؛ إذ تبلغ الكثافة السكانية لهم 0,00007 لكل كيلومتر مربع، كما يوجد فيها موظفون دائمون للبحث العلمي في فصل الصيف إلى جانب 1100 إلى 4400 من فريق البحث، وعادة ما يكون هنالك 1000 فرد إضافي بما في ذلك طاقم السفينة والعلماء الذين يقومون بأبحاث على متن السفينة في مياه منطقة المعاهدة في أنتاركتيكا، ومن الدول الأكثر تواجدًا بالسكان في القارة: الولايات المتحدة، والأرجنتين، وروسيا، وأستراليا، وتشيلي.[١٠]

جوانب مختلفة عن القارة القطبية الجنوبية

الجانب الاقتصادي

يحد اتفاق الحماية البيئية في القطب الجنوبي الذي وقع عام 1991م من استخراج المعادن والثروات، ولكن هنالك بعض الملامح الاقتصادية في القارة، منها:[١١][١٢]

  • يعد صيد الأسماك وبيعها خارج القارة من أبرز الأنشطة الاقتصادية فيها.
  • تمتلك القارة ثروات معدنية أهمها الفحم، والنحاس، والذهب، والكروم، والهيدركربونات؛ إلا أنها كميتها قليلة بحيث لا تكفي لاستغلالها.
  • تحتفظ نحو 30 دولة بما يقارب 70 محطة بحث علمي في القارة.
  • يتم استخراج المركبات النشطة بيولوجيًا في الاستخدامات التجارية؛ مثل الأدوية ومستحضرات التجميل


الجانب العلمي

أنشأت نحو 12 دولة 60 محطة بحثية في القارة القطبية الجنوبية منذ عام 1957م، وفيما يلي أهم تلك المحطات:[١٣]

  • محطة بحث أسترالية تعد بحوثًا حول تغير المناخ، وأثر البشر في القارة، والحفاظ على الحياة البرية والبحرية في المحيط الجنوبي والقطب الجنوبي، كما أن لها العديد من الأنشطة في الأرصاد الجوية والزلزالية، ومن الجدير بالذكر أن هذه المحطة تعمل ضمن اتفاقيات دولية.[١٤]
  • برنامج البحث الأمريكي بدأ التواجد الأمريكي يظهر في عام 1830م ولقد بدأه العالم جيمس آيتس، وفي عام 1959 تأسست محطة مستقلة تعمل في مجال العلوم والهندسة، وكان من ضمن أهدافها دراسة النظم الإيكولوجية وتأثيرها على المناخ، وعلم الفلك والغلاف الجوي والأحياء، هذا وأُنشئَت فيما بعد عدة محطات بحثية أمريكية مثل قاعدة ماك موردو، ومحطة أمندسن سكوت، ومحطة بالمر.


تغيرات تطرأ على القارة القطبية الجنوبية

التغيرات المناخية

تعد القارة القطبية الجنوبية أكثر القارات تأثرًا في الاحتباس الحراري على كوكب الأرض؛ إذ تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، ومن أبرز تأثيرات المناخ على القارة والعالم ما يلي:[١٥][١٦]

  • تتأثر مناطق المناخية في العالم بما يحدث للقطب الجنوبي؛ وذلك لتبادل الرطوبة والحرارة بين الغلاف الجوي والمحيطات.
  • ينجم عن ارتفاع درجات الحرارة تكسير جروف الجليد مما يتسبب في سرعة تدفق المياه.


التغيرات الجليدية وارتفاع منسوب سطح البحر

يعمل ذوبان جليد القارة القطبية الجنوبية على رفع مستوى سطح البحر في جميع أنحاء العالم، إذ يساهم ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 1.5-2 ملم في السنة.[١٥]


ثقب الأوزون واضمحلاله فوق القارة الجنوبية

تعد طبقة الأوزون الطبقة التي تحمي الحياة على سطح الأرض، وذلك لامتصاصها الأشعة فوق البنفسجية، وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي أدرك العلماء أن الأوزون في خطر في القطب الجنوبي، ويبرز ذلك الخطر في فصل الربيع؛ مما أدى إلى ظهور طبقة الأوزون، وفيما يلي أبرز أسبابها:[١٧][١٨]

  • النشاط البشري وتأثيره على الغلاف الجوي، وذلك لزيادة مركبات الكربون منذ الثمانينات المستخدمة في صناعة أجهزة التبردي، مثل الثلاجات.
  • ملوثات أكاسيد النيتروجين والطيران.
  • درجات الحرارة المنخفضة في طبقة الستراتوسفير فوق القطب الجنوبي؛ إذ تُسهم في تكوين السحب المسؤولة عن التغيرات المناخية التي تعزز إنتاج الكلور والروم، ويؤدي تنشيطهما إلى الفقدان السريع للأوزون عند عودة ضوء الشمس إلى القارة في سبتمبر وأكتوبر.[١٩]


التغيرات البيئية

تشكل الظروف البيئية القاسية تحديًّا للكائنات الحية في القطب الجنوبي، تتمثل بعدة أسباب منها:[٢٠]

  • مؤشرات زيادة الملوحة وزيادة التبخر تؤثر على تكاثر الطحالب.
  • انخفاض مستويات الأوكسجين في البيئات الساحلية.
  • انحسار أنواع بحرية من اللافقاريات.

معلومات أخرى عن القارة القطبية الجنوبية

فيما يلي بعض المعلومات الأخرى عن القارة القطبية الجنوبية:[١٣][٢١]

  • يقع 90% من الجليد في العالم في القارة القطبية الجنوبية؛ مما يوفر 70% من المياه العذبة في العالم.
  • يتحرك الجليد في القارة باستمرار نحو حافة القارة ليشكل جبالًا جليدية.
  • تصل سرعة الرياح التي تهب من الهضبة الداخلية في القارة إلى نحو 128 كم/ الساعة.
  • لا يتبع القطب الجنوبي لأي منطقة زمنية؛ إذ تلتقي خطوط الطول في نقطة واحدة، فيعم النهار ستة أشهر في الصيف، ويحل الظلام 6 أشهر في الشتاء.
  • تضم القارة القطبية الجنوبية براكين نشطة مثل بركان جبل إريباص.

المراجع

  1. "Antarctica", britannica, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  2. ERIN BLAKEMORE (27/1/2020), "Who really discovered Antarctica? Depends who you ask.", nationalgeographic. Edited.
  3. Nola Taylor Redd, "Antarctica: The Southernmost Continent", livescience, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Antarctica", cia, 8/6/2021. Edited.
  5. "Physical Map of Antarctica", nationsonline, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  6. "What is distinctive about Antarctica’s landscape?", discoveringantarctica, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  7. fact file/antarctica environment/climate_weather.php "Antarctica Weather and Climate", coolantarctica, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  8. "Terrestrial biodiversity in Antarctica – Recent advances and future challenges", sciencedirect, 1/8/2010. Edited.
  9. "What types of animals live in Antarctica?", intrepidtravel, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  10. "Antarctica Population 2021", worldpopulationreview, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  11. " Economy and Business Opportunities from Antarctica", globaltenders, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  12. "Economic resources", britannica, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "U.S. Antarctic Program", nsf, 10/1/2013. Edited.
  14. "SCIENTIFIC RESEARCH", antarctica, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "CLIMATE CHANGE AND THE ANTARCTIC", asoc, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  16. fact file/science/global_warming.php "The Effects of Global Warming on Antarctica", coolantarctica, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  17. "world-of-change/Ozone", earthobservatory.nasa, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  18. "The discovery of the Antarctic ozone hole", nature, 23/10/2019. Edited.
  19. "Appearance of an Ozone Hole over Antarctica explained", uk-air.defra, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  20. Peter Convey and Lloyd S. Peck, "Antarctic environmental change and biological responses", advances.sciencemag, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  21. "10 fun facts about Antarctica", auroraexpeditions, Retrieved 17/6/2021. Edited.